وخُلْفُهمُ في الناس في الجر حُصّلا
قال ابن القاصح شارحاً ما ذكره الشاطبي: "وقولهم في الجرِّ أي وخلف الرواة في إمالة الناس نحو من الناس وبالناس عن المشار إليها بالحاء في قوله حصلا، وهو أبو عمرو فروى عنه إمالته ورُوِيَ عنه فتحه لكل من الدوري والسوسي وجهان: الفتح والإمالة، والترتيب أن يقرأ بالإمالة للدوري وبالفتح للسوسي، وهو نقل السخاوي عن الناظم" (١).
والإمالة في اصطلاح القُرَّاء كما يقول ابن الجزري: "الإمالة أن تنحو بالفتحة نحو الكسرة، وبالألف نحو الياء كثيراً، وهو المحض ويقال له الإضجاع، ويقال له البطح، وربما قيل له في الكسر أيضاً وقليلاً وهو بين اللفظين، ويقال أيضاً التقليل والتلطيف وبين بين وكلاهما جاز في لغة العرب، والإمالة الشديدة يجتنب معها القلب الخالص والإشباع المبالغ فيه، والإمالة المتوسطة بين الفتح المتوسط وبين الإمالة الشديدة" (٢).
[٧] مخالفة رسم المصاحف العثمانية
القارئ لقراءة أبي عمرو البصري يجد أنَّ هنالك كلمات قرآنية قرأها أبو عمرو بقراءة خالف فيها رسم المصاحف العثمانية، وتحدث علماء القراءات عن هذه الكلمات وأشاروا إلى هذه المخالفة للرسم العثماني واختارها أبو عمرو في قراءته ونقلها عنه الثقات أمثال أبو محمد اليزيدي وأبو عمر الدوري وثبت ذلك في كتب القراءات.
(٢) ابن الجزري: النشر في القراءات العشر، ٢/٣٠.