"........................ " (١).
وهو خطأ ظاهر.
(٢) ويمح الله الباطل
قال تعالى في سورة الشورى :
﴿ فإن يشأ الله يختم على قلبك ويمح الله الباطل ويحق الحق بكلماته ﴾ (الشورى : ٢٤).
( يمح ) كذا رسمه في المصحف بدون واو، فتوهم الشاه عبد القادر -رحمه الله- أنه مجزوم ومعطوف على (يختم) وترجم معنى الآية هكذا :
(٢)
وقد تنبه الشيخ محمود الحسن لهذا الخطأ في هذه الترجمة فأصلحه على هذا النحو:
(٣).
وخوفاً من هذا الالتباس قد عنيت كتب التفسير والمعاني والإعراب ببيان إعراب ( يمح ) في الآية فقال الفراء: " وقوله: ﴿ يمح الله الباطل ﴾ ليس بمردود على ( يختم ) فيكون مجزوماً. هو مستأنف في موضع رفع وإن لم تكن فيه واو في الكتاب. ومثله مما حذفت منه الواو وهو في موضع رفع، قوله ﴿ ويدع الإنسان بالشر ﴾ (الإسراء: ١١) وقوله: ﴿ سندع الزبانية ﴾ (العلق: ١٨) (٤).
وقال الطبري رحمه الله :" قوله: ﴿ يمح الله الباطل ﴾ في موضع رفع بالابتداء، ولكنه حذفت منه الواو في المصحف، كما حذفت من قوله: ﴿ سندع الزبانية ﴾ ومن قوله: ﴿ ويدع الإنسان بالشر ﴾ وليس بجزم على العطف على ( يختم ) ".(٥)
هذا، وقد حكى يعقوب الحضرمي قولاً بأن (يمح) معطوف على
(يختم)(٦)، ولكن لا أظن الشيخ عبد القادر اطلع على القول المذكور وجنح إليه، فإن عامة المفسرين أغفلوه قديماً لشذوذه، ونِعِمّا فعلوا.
(٣) وفتناك فتونا
قال تعالى في قصة موسى عليه السلام :
﴿ وقتلت نفساً فنجيناك من الغم وفتناك فتونا فلبثت سنين في أهل مدين ثم جئت على قدر يا موسى ﴾ ( طه : ٤٠ )

(١) ترجمة فتح محمد : ٥١.
(٢) الشاه عبد القادر : ٥٨٤.
(٣) محمود الحسن : ٦٤٦.
(٤) معاني القرآن ٣ : ٢٣.
(٥) تفسير الطبري ٢٥ : ٢٧ وانظر البحر ٩ : ٣٣٦.
(٦) كشف المشكلات ٢ : ١١٩٨ حاشية المحقق.


الصفحة التالية
Icon