الرعد ١٣ ٢٩ فإنه يكون من جنفى السابقين الأولين الذين اتبعوه لما كان غريبا وهم أسعد الناس أما في الآخرة فهم أعلى الناس درجة بعد الانبياء عليهم السلام
وأما في الدنيا فقد قال تعالى ﴿ يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين ﴾ الانفال ٨ ٦٤ أي ان الله حسبك وحسب متبعك وقال تعالى ﴿ إن وليي الله الذي نزل الكتاب وهو يتولى الصالحين ﴾ الأعراف ٧ ١٩٦ وقال تعالى ﴿ أليس الله بكاف عبده ﴾ الزمر ٣٩ ٣٦ وقال ﴿ ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه ﴾ الطلاق ٦٥ ٢ ٣ فالمسلم المتبع للرسول الله تعالى حسبه وكافيه وهو وليه حيث كان ومتى كان
ولهذا يوجد المسلمون المتمسكون بالاسلام في بلاد الكفر لهم السعادة كلما كانوا أتم تمسكا بالاسلام فإن دخل عليهم شر كان بذنوبهم حتى ان المشركين وأهل الكتاب إذا رأوا المسلم القائم بالاسلام عظموه وأكرموه وأعفوه من الأعمال التي يستعملون بها المنتسبين إلى ظاهر الاسلام من غير عمل بحقيقته لم يكرم
وكذلك كان المسلمون في أول الاسلام وفي كل وقت
فإنه لا بد أن يحصل للناس في الدنيا شر ولله على عباده نعم لكن الشر الذي يصيب المسلم أقل والنعم التي تصل إليه أكثر فكان المسلمون في أول الاسلام وان ابتلوا بأذى الكفار والخروج من الديار فالذي حصل للكفار الهلاك كان أعظم بكثير والذي كان يحصل للكفار من عز أو مال كان يحصل للمسلمين أكثر منه حتى من الاجانب
فرسول الله ﷺ مع ما كان المشركون يسعون في أذاه بكل طرق كان الله يدفع عنه ويعزه ويمنعه وينصره من حيث كان أعز قريش ما منهم الا من كان يحصل له من يؤذيه ويهينه من لا يمكنه دفعه إذ لكل كبير كبير يناظره ويناويه ويعاديه وهذه حال من