أحدها انه يعني بقوله هذا الاخلاص فالمعنى أن الاخلاص طريق إلي مستقيم وعلى بمعنى إلى
والثاني هذا طريق علي جوازه لأني بالمرصاد فأجازيهم بأعمالهم وهو خارج مخرج الوعيد كما تقول للرجل تخاصمه طريقك علي فهو كقوله ﴿ إن ربك لبالمرصاد ﴾ الفجر ٨٩ ١٤
والثالث هذا صراط على استقامته أي أنا ضامن لاستقامته بالبيان والبرهان قال وقرأ قتادة ويعقوب ( هذا صراط علي ) أي رفيع
( قلت ) هذه الأقوال الثلاثة قد ذكرها من قبله كالثعلبي والواحدي والبغوي وذكروا قولا رابعا فقالوا واللفظ للبغوي وهو مختصر الثعلبي
قال الحسن معناه صراط إلى مستقيم وقال مجاهد الحق يرجع إلي وعليه طريقه لا يعرج على شيء
وقال الاخفش يعني على الدلالة على الصراط المستقيم
وقال الكسائي هذا على التهديد والوعيد كما يقول الرجل لمن يخاصمه طريقك علي أي لا تفلت مني كما قال تعالى ﴿ إن ربك لبالمرصاد ﴾
وقيل معناه على استقامته بالبيان والبرهان والتوفيق والهداية
فذكروا الأقوال الثلاثة وذكروا قول الاخفش على الدلالة على الصراط المستقيم وهو يشبه القول الأخير لكن بينهما فرق فإن ذاك يقول على استقامته بإقامة الأدلة فمن سلكه كان على صراط مستقيم والآخر يقول أن أدل الخلق عليه بإقامة الحجج ففي كلا القولين أنه بين الصراط المستقيم بنصف الأدلة لكن هذا جعل عليه الدلالة عليه وهذا جعل عليه استقامته أي بيان استقامته وهما متلازمان ولهذا والله أعلم لم يجعله أبو الفرج قولا رابعا
وذكروا القراءة الأخرى عن يعقوب وغيره أي رفيع قال البغوي وعبر بعضهم عنه رفيع أن ينال مستقيم أن يمال