والحكم يفتقر إلى الصدق والعدل فلا بد أن يكون الشاهد صادقا والحاكم عادلا وهؤلاء يصدقون الكاذبين من الشهود ويتبعون حكم المخالفين للرسل الذين يحكمون بغير ما أنزل الله وإذا لم يكن قصدهم اتباع الصدق والعدل فليس عليك أن تحكم بينهم بل إن شئت فاحكم بينهم وإن شئت فلا تحكم
ولكن إذا حكمت فلا تحكم إلا بما أنزل الله إليك إذ هو العدل
قال تعالى ﴿ سماعون للكذب أكالون للسحت فإن جاؤوك فاحكم بينهم أو أعرض عنهم وإن تعرض عنهم فلن يضروك شيئا وإن حكمت فاحكم بينهم بالقسط إن الله يحب المقسطين ﴾ ثم قال سورة المائدة الآيات ٤٣ ٤٦
فهذا ثناؤه على التوراة وإخباره أن فيها حكم الله وأنه أنزل التوراة وفيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا وقال عقب ذكرها ﴿ ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون ﴾ وهذا أعظم مما ذكره في الإنجيل فإنه قال في الإنجيل ﴿ وآتيناه الإنجيل فيه هدى ونور ﴾ وقال فيه ﴿ وليحكم أهل الإنجيل بما أنزل الله فيه ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون ﴾
وقال في التوراة ﴿ يحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا ﴾ وقال عقب ذكرها ﴿ ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون ﴾ فهو سبحانه مع إخباره بإنزال

__________


الصفحة التالية
Icon