المحرر الوجيز، ج ١، ص : ٣٨
وقال بعض العلماء في تفسير قوله تعالى : قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ [يونس : ٥٨] قال :«الإسلام والقرآن».
وقيل لعبد اللّه بن مسعود : إنك لتقل الصوم؟ فقال :«إنه يشغلني عن قراءة القرآن، وقراءة القرآن أحب إليّ منه».
وقال قوم من الأنصار للنبي صلى اللّه عليه وسلم :«ألم تر يا رسول اللّه ثابت بن قيس لم تزل داره البارحة يزهر فيها وحولها أمثال المصابيح فقال لهم : فلعله قرأ سورة البقرة، فسئل ثابت بن قيس، فقال :
نعم قرأت سورة البقرة». وفي هذا المعنى حديث صحيح عن أسيد بن حضير في تنزل الملائكة في الظلة لصوته بقراءة سورة البقرة.
وذكر أبو عمرو الداني عن علي الأثرم قال : كنت أتكلم في الكسائي وأقع فيه، فرأيته في النوم وعليه ثياب بيض ووجهه كالقمر فقلت : يا أبا الحسن ما فعل اللّه بك؟ فقال :«غفر لي بالقرآن».
وقال عقبة بن عامر :«عهد إلينا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في حجة الوداع فقال : عليكم بالقرآن».
وقال عبد اللّه بن عمرو بن العاص : إن من أشراط الساعة أن يبسط القول ويخزن الفعل ويرفع الأشرار ويوضع الأخيار وأن تقرأ المثناة على رؤوس الناس لا تغير، قيل وما المثناة؟ قال : ما استكتب من غير كتاب اللّه، قيل له : فكيف بما جاء من حديث رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم؟ فقال : ما أخذتموه عمن تأمنونه على نفسه ودينه فاعقلوه، وعليكم بالقرآن فتعلموه وعلموه أبناءكم فإنكم عنه تسألون وبه تجزون، وكفى به واعظا لمن عقل.
وقال رجل لأبي الدرداء : إن إخوانا لك من أهل الكوفة يقرئونك السلام ويأمرونك أن توصيهم، فقال : أقرئهم السلام، ومرهم فليعطوا القرآن بخزائمهم فإنه يحملهم على القصد والسهولة، ويجنبهم الجور والحزونة.
وقال رجل لعبد اللّه بن مسعود : أوصني، فقال : إذا سمعت اللّه تعالى يقول يا أيها الذين آمنوا فأرعها سمعك فإنه خير يأمر به أو شر ينهى عنه.
وروى أبو هريرة : أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم سئل عن أحسن الناس قراءة أو صوتا بالقرآن، فقال :«الذي إذا سمعته رأيته يخشى اللّه تعالى».
وقال عليه السلام :«اقرؤوا القرآن قبل أن يجيء قوم يقيمونه كما يقام القدح ويضيعون معانيه يتعجلون أجره ولا يتأجلونه».
ويروى أن أهل اليمن لما قدموا أيام أبي بكر الصديق - رضي اللّه عنه - سمعوا القرآن فجعلوا يبكون فقال أبو بكر :«هكذا كنا، ثم قست القلوب».
وروي أن عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه قرأ مرة : إِنَّ عَذابَ رَبِّكَ لَواقِعٌ، ما لَهُ مِنْ دافِعٍ [الطور : ٧] فأنّ أنة عيد منها عشرين يوما.