المحرر الوجيز، ج ١، ص : ٥٩
وأما الشيطان فاختلف الناس في اشتقاقه، فقال الحذاق :«هو فيعال من شطن إذا بعد لأنه بعد عن الخير ورحمة اللّه». ومن اللفظة قولهم : نوى شطون، أي بعيدة.
قال الأعشى :[الوافر].
نأت بسعاد عنك نوى شطون فبانت والفؤاد بها رهين
ومنه قيل للحبل شطن، لبعد طرفيه وامتداده، وقال قوم : إن شيطانا مأخوذ من شاط يشيط إذا هاج وأحرق ونحوه، إذ هذه أفعاله، فهو فعلان.
قال القاضي أبو محمد عبد الحق رضي اللّه عنه : ويرد على هذه الفرقة أن سيبويه حكى أن العرب تقول تشيطن فلان إذا فعل أفاعيل الشياطين، فهذا بين أنه تفعيل من شطن، ولو كان من شاط لقالوا تشيط.
ويرد أيضا عليهم بيت أمية بن أبي الصلت :[الخفيف ].
أيّما شاطن عصاه عكاه ثمّ يلقى في السّجن والأكبال
فهذا شاطن من شطن لا شك فيه.
وأما الرجيم فهو فعيل بمعنى مفعول، كقتيل وجريح ونحوه، ومعناه أنه رجم باللعنة، والمقت، وعدم الرحمة.
قال المهدوي رحمه اللّه :«أجمع القراء على إظهار الاستعاذة في أول قراءة سورة الحمد إلا حمزة فإنه أسرها».
وروى المسيب عن أهل المدينة أنهم كانوا يفتتحون القراءة بالبسملة.


الصفحة التالية
Icon