المحرر الوجيز، ج ٥، ص : ٢٧٦
قال القاضي أبو محمد : وهذا غير قوي.
و: الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ سابقوا الأمم الماضية الذين حادوا الرسل قديما.
وقوله تعالى : وَقَدْ أَنْزَلْنا آياتٍ بَيِّناتٍ يريد في هذا القرآن، فليس هؤلاء المنافقون بأعذر من المتقدمين.
وقوله تعالى : يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ العامل في : يَوْمَ قوله : مُهِينٌ، ويحتمل أن يكون فعلا مضمرا تقديره : اذكر. وقوله : وَنَسُوهُ نسيان على بابه، لأن الكافر لا يحفظ تفاصيل أعماله ولما أخبر تعالى أنه عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ وقف محمد عليه السلام توقيفا تشاركه فيه أمته.
وقوله تعالى : مِنْ نَجْوى ثَلاثَةٍ، يحتمل مِنْ نَجْوى أن يكون مصدرا مضافا إلى ثَلاثَةٍ، كأنه قال : من سرار ثلاثة، ويحتمل نَجْوى أن يكون المراد به جمعا من الناس مسمى بالمصدر كما قال في آية أخرى : وَإِذْ هُمْ نَجْوى [الإسراء : ٤٧] أي أولو نجوى، فيكون قوله تعالى : ثَلاثَةٍ على هذا بدلا مِنْ نَجْوى وفي هذا نظر.
وقوله تعالى : إِلَّا هُوَ رابِعُهُمْ أي بعلمه وإحاطته ومقدرته.
وقرأ جمهور الناس :«ما يكون» وقرأ أبو جعفر القارئ وأبو جيوة :«ما تكون» بالتاء منقوطة من فوق.
وفي مصحف ابن مسعود :«و لا أربعة إلا اللّه خامسهم»، وكذلك :«إلا اللّه رابعهم»، و: «إلا اللّه سادسهم».
وقرأ جمهور القراء :«و لا أكثر» عطفا على اللفظ المخفوض، وقرأ الأعمش والحسن وابن أبي إسحاق :«و لا أكثر» بالرفع عطفا على الموضع، لأن التقدير ما يكون نجوى، ومن جعل النجوى مصدرا محضا قدر قبل أَدْنى فعلا تقديره : ولا يكون أدنى. وقرأ الخليل بن أحمد :«و لا أكبر»، بالباء واحدة من تحت، وباقي الآية بين.
قوله عز وجل :
[سورة المجادلة (٥٨) : آية ٨]
أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوى ثُمَّ يَعُودُونَ لِما نُهُوا عَنْهُ وَيَتَناجَوْنَ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ وَإِذا جاؤُكَ حَيَّوْكَ بِما لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّهُ وَيَقُولُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ لَوْلا يُعَذِّبُنَا اللَّهُ بِما نَقُولُ حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ يَصْلَوْنَها فَبِئْسَ الْمَصِيرُ (٨)
هذه الآية نزلت في قوم من اليهود نهاهم رسول اللّه عن التناجي بحضرة المؤمنين وإظهار ما يستراب منه من ذلك فلم ينتهوا، فنزلت هذه الآية، قاله مجاهد وقتادة. وقال ابن عباس نزلت في اليهود والمنافقين.
وقرأ جمهور القراء والناس :«و يتناجون» على وزن يتفاعلون، وقرأ حمزة والأعمش وطلحة وابن وثاب «و ينتجون» على وزن يفتعلون وهما بمعنى واحد كيقتتلون ويتقاتلون وفي مصحف عبد اللّه بن مسعود :«و عصيان الرسول».