المحرر الوجيز، ج ٥، ص : ٣٣٢
حذف التاء الواحدة، وروي عن ابن عمر أنه قرأ :«تظّهّرا» بشد الظاء والهاء دون ألف، والمولى : الناصر المعين، وقوله وَجِبْرِيلُ وَصالِحُ الْمُؤْمِنِينَ يحتمل أن يكون عطفا على اسم اللّه تعالى في قوله : م الأنبياء، وإنما يترتب ذلك بأن تكون مظاهرتهم أنهم قدوة وأسوة فهم عون بهذا، وقوله تعالى : وَصالِحُ يحتمل أن يكون اسم جنس مفردا، ويحتمل أن يريد «و صالحو» فحذفت الواو في خط المصحف، كما حذفوها في قوله : سَنَدْعُ الزَّبانِيَةَ [العلق : ١٨] وغير ذلك. ويروى عن أنس بن مالك أن عمر بن الخطاب قال للنبي صلى اللّه عليه وسلم : يا رسول اللّه، لا تكترث بأمر نسائك واللّه معك وجبريل معك وأبو بكر معك، وأنا معك. فنزلت الآية موافقة نحو أمر قول عمر، قال المهدوي : وهذه الآية نزلت على لسان عمر، وكذا روي أن عمر بن الخطاب قال لزوجات النبي صلى اللّه عليه وسلم : عَسى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْواجاً خَيْراً مِنْكُنَّ. فنزلت الآية على نحو قوله، وقال عمر رضي اللّه عنه : قالت لي أم سلمة : يا ابن الخطاب، أدخلت نفسك في كل شيء حتى دخلت بين رسول اللّه وبين نسائه، فأخذتني أخذا كسرتني به، وقالت لي زينب بنت جحش : يا عمر، أما يقدر رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أن يعظ نساءه حتى تعظهن أنت، وقرأ الجمهور :«طلقكن» بفتح القاف وإظهاره، وقرأ أبو عمرو في رواية ابن عباس عنه :
«طلقكّن» بشد الكاف وإدغام القاف فيها، وقال أبو علي : وإدغام القاف في الكاف حسن، وقرأ ابن كثير وابن عامر والكوفيون والحسن وأبو رجاء وابن محيصن :«أن يبدله» بسكون الباء وتخفيف الدال، وقرأ نافع والأعرج وأبو جعفر :«أن يبدّله» بفتح الباء وشد الدال، وهذه لغة القرآن في هذا الفعل، وكرر اللّه تعالى الصفات مبالغة، وإن كان بعضها يتضمن بعضا، فالإسلام إشارة إلى التصديق، والعمل والإيمان :
تخصيص للإخلاص وتنبيه على شرف موقعه، وقانِتاتٍ معناه : مطيعات، والسائحات قيل معناه :
صائمات، قاله أبو هريرة وابن عباس وقتادة والضحاك. وذكر الزجاج أن النبي صلى اللّه عليه وسلم قاله، وقيل معناه هاجرات قاله زيد بن أسلم، وقال ابن زيد : ليس في الإسلام سياحة إلا الهجرة، وقيل : معناه ذاهبات في طاعة اللّه، وشبه الصائم بالسائح من حيث ينهمل السائح ولا ينظر في زاد ولا مطعم، وكذلك الصائم يمسك عن ذلك فيستوي هو والسائح في الامتناع وشظف العيش لفقد الطعام، وقوله تعالى :
ثَيِّباتٍ وَأَبْكاراً تقسيم لكل واحدة من الصفات المتقدمة، وليست هذه الواو مما يمكن أن يقال فيها :
واو الثمانية لأنها هنا ضرورية، ولو سقطت لاختل هذا المعنى.
قوله عز وجل :