المحرر الوجيز، ج ٥، ص : ٥٢٢
تحطم ما فيها وتلتهبه، وقرأ :«يحسب» بفتح السين الأعرج وأبو جعفر وشيبة، وقرأ ابن محيصن والحسن بخلاف عنه :«لينبذان» بنون مكسورة مشددة قبلها ألف، يعني هو ماله، وروي عنه ضم الذال على نبذ جماعة هو ماله وعدده، أو يريد جماعة الهمزات ثم عظم شأنها وأخبر أنها نارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ التي يبلغ إحراقها القلوب ولا يخمد، والفؤاد القلب، ويحتمل أن يكون المعنى أنها لا يتجاوزها أحد حتى تأخذه بواجب عقيدة قلبه ونيته فكأنها متطلعة على القلوب باطلاع اللّه تعالى إياها، ثم أخبر بأنها عليهم موصدة ومعناه مطبقة أو مغلقة، قال علي بن أبي طالب : أبواب النار بعضها فوق بعض، وقوله تعالى : فِي عَمَدٍ هو جمع عمود كأديم وأدم، وهي عند سيبويه أسماء جمع لا جموع جارية على الفعل، وقرأ ابن مسعود :
«موصدة بعمد ممدّدة»، وقال ابن زيد : المعنى في عمد حديد مغلولين بها والكل من نار، وقال أبو صالح :
هذه النار هي في قبورهم، وقرأ عاصم في رواية أبي بكر وحمزة والكسائي :«عمد» بضم العين والميم، وقرأ الباقون وحفص عن عاصم بفتحهما، وقرأ الجمهور :«ممددة» بالخفض على نعت العمد، وقرأ عاصم :«ممددة» بالرفع على اتباع مُؤْصَدَةٌ.
نجز تفسيرها بحمد اللّه.


الصفحة التالية
Icon