المحرر الوجيز، ج ٥، ص : ٥٢٤
وقد تقدم تفسير «حجارة السجيل» غير مرة، وهي من سنج وكل أي ماء وطين، كأنها الآجر ونحوه مما طبخ، وهي المسومة عند اللّه تعالى للكفرة الظالمين، و«العصف» : ورق الحنطة وتبنه ومنه قول علقمة بن عبدة :[البسيط]
تسقى مذانب قد مالت عصيفتها حدورها من أتيّ الماء مطموم
والمعنى صاروا طينا ذاهبا كورق حنطة أكلته الدواب وراثته فجمع المهانة والخسة وأتلف، وقرأ أبو الخليج الهذلي «فتركتهم كعصف»، قال أبو حاتم، وقرأ بعضهم :«فجعلتهم» يعنون الطير بفتح اللام وتاء ساكنة، وقال عكرمة : العصف حب البر إذا أكل فصار أجوف، وقال الفراء : هو أطراف الزرع قبل أن يسنبل، وهذه السورة متصلة في مصحف أبي بن كعب بسورة لِإِيلافِ قُرَيْشٍ لا فصل بينهما، وقال سفيان بن عيينة : كان لنا إمام يقرأ بهما متصلة سورة واحدة.