المحرر الوجيز، ج ٥، ص : ٦٨

بسم اللّه الرّحمن الرّحيم

سورة الدّخان
هذه السورة مكية لا أحفظ خلافا في شيء منها.
قوله عز وجل :
[سورة الدخان (٤٤) : الآيات ١ الى ١٠]

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

حم (١) وَالْكِتابِ الْمُبِينِ (٢) إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ (٣) فِيها يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (٤)
أَمْراً مِنْ عِنْدِنا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ (٥) رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (٦) رَبِّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ (٧) لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبائِكُمُ الْأَوَّلِينَ (٨) بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ يَلْعَبُونَ (٩)
فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّماءُ بِدُخانٍ مُبِينٍ (١٠)
تقدم القول في : حم. وقوله : وَالْكِتابِ الْمُبِينِ قسم أقسم اللّه تعالى به. و: الْمُبِينِ يحتمل أن يكون من الفعل المتعدي، أي يبين الهدى والشرع ونحوه، ويحتمل أن يكون من غير المتعدي، أي هو مبين في نفسه.
وقوله تعالى : إِنَّا أَنْزَلْناهُ يحتمل أن يقع القسم عليه، ويحتمل أن يكون : إِنَّا أَنْزَلْناهُ من وصف الكتاب فلا يحسن وقوع القسم عليه، وهذا اعتراض يتضمن تفخيم الكتاب ويحسن القسم به، ويكون الذي وقع القسم عليه : إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ.
واختلف الناس في تعيين الليلة المباركة، فقال قتادة والحسن : هي ليلة القدر، وقالوا : إن كتب اللّه كلها إنما نزلت في رمضان : التوراة في أوله، والإنجيل في وسطه، والزبور في نحو ذلك ونزل القرآن في آخره في ليلة القدر، ومعنى هذا النزول : أن ابتداء النزول كان في ليلة القدر، وهذا قول الجمهور. وقالت فرقة : بل أنزله اللّه جملة ليلة القدر إلى البيت المعمور، ومن هنالك كان جبريل يتلقاه. وقال عكرمة وغيره :
الليلة المباركة هي النصف من شعبان.
وقوله : فِيها يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ أَمْراً مِنْ عِنْدِنا معناه : يفصل من غيره ويتخلص، وروي عن عكرمة في تفسير هذه الآية أن اللّه تعالى يفصل للملائكة في ليلة النصف من شعبان، وقال الحسن وعمير مولى غفرة ومجاهد وقتادة : في ليلة القدر كل ما في العام المقبل من الأقدار والآجال والأرزاق وغير ذلك،


الصفحة التالية
Icon