المحرر الوجيز، ج ٥، ص : ٧٨
وقوله : مُتَقابِلِينَ وصف لمجالس أهل الجنة، لأن بعضهم لا يستدبر بعضا في المجالس، وقوله :
كَذلِكَ وَزَوَّجْناهُمْ تقديره : والأمر كذلك.
وقرأ الجمهور :«عين» وهو جمع عيناء. وقرأ ابن مسعود :«عيس»، وهو جمع عيساء، وهي أيضا البيضاء، وكذلك هي من النوق. وقرأ عكرمة :«بحور عين» على ترك التنوين في «حور» وأضافها إلى «عين». قال أبو الفتح : الإضافة هنا تفيد ما تفيد الصفة، وروى أبو قرصافة عن النبي صلى اللّه عليه وسلم أنه قال : إخراج القمامة من المسجد من مهور الحور العين.
وقوله تعالى : يَدْعُونَ فِيها بِكُلِّ فاكِهَةٍ آمِنِينَ معناه : يدعون الخدمة والمتصرفين.
وقوله تعالى : إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولى قدر قوم إِلَّا بسوى، وضعف ذلك الطبري، وقدرها ببعد، وليس تضعيفه بصحيح، بل يصح المعنى بسوى ويتسق، وأما معنى الآية : فبين أنه نفى عنهم ذوق الموت، وأنه لا ينالهم من غير ذلك ما تقدم في الدنيا، والضمير في قوله : يَسَّرْناهُ عائد على القرآن. وقوله :
بِلِسانِكَ معناه بلغة العرب ولم يرد الجارحة.
وقوله : فَارْتَقِبْ إِنَّهُمْ مُرْتَقِبُونَ معناه : فَارْتَقِبْ نصرنا لك، إِنَّهُمْ مُرْتَقِبُونَ فيما يظنون الدوائر عليك، وفي هذه الآية وعد له، ووعيد لهم، وفيها متاركة، وهذا وما جرى منسوخ بآية السيف.