٤- الإعجاز التشريعي (١) :
فالقرآن معجز في تنظيمه لأحوال البشر في جانب العقائد والعبادات والأخلاق (٢)، في تنظيمه لجميع مصالح الأفراد والمجتمعات والسياسات والدول؛ فقد نظم الإسلام حياة الإنسان في نفسه، ومع غيره؛ فهناك آداب الزوجية، وحقوق الوالدين والأبناء والأصدقاء والجيران، وولاة الأمر، والمجتمع، والمسلمين بعامة، ونظم العلاقة بغير المسلمين، فهناك الذمي والمعاهد والمحارب، وهناك حال ضعف الدولة الإسلامية وحال قوتها، وهناك حال الدعوة، وحال المجادلة، وحال المجالدة، وغير ذلك (٣).
وقد قام بعض المعاصرون بمحاولة بائسة للتشكيك في الإعجاز التشريعي ومحاولة نقضه، وبيان عدم صلاحيته، أو مخالفته العقل، ومن أشهرهم المهندس محمد شحرور في كتابه (الكتاب والقرآن قراءة معاصرة) (٤)، وقد رد عليه طائفة كبيرة من العلماء (٥)، مثل تشكيكه
_________
(١) انظر كتاب " القرآن وإعجازه التشريعي " لمحمد إبراهيم إسماعيل، دار الفكر العربي، القاهرة.
(٢) انظر دستور الإخلاق في القرآن، لدراز، تحقيق عبد الصبور شاهين، بيروت، مطبعة الرسالة، الطبعة الأولي٠، ١٩٩٨.
(٣) انظر كتاب مباحث في إعجاز القرآن، لمصطفى مسلم، في الفصل الثالث: الإعجاز التشريعي، ص: ٢٣١-٢٥٨، وكتاب (القرآن الكريم) ص: ٣١، من أساليب الغزو الفكر، لغنايم (ص: ٥٤٣).
(٤) نشر في دمشق عام ١٩٩٠وطبعته عدة مكاتب.
(٥) وممن رد عليه: ١/القراءة المعاصرة للقرآن في الميزان، لأحمد عمران، دار النفائس، بيروت، الطبعة الأولي، ١٩٩٥. ٢/بيضة الديك (نقد لغوي لكتاب الكتاب والقرآن)، ليوسف الصيداوي، المطبعة التعاونية في دمشق، وهو كتاب عظيم رد فيه على أول عشر صفحات من الكتاب من الجانب اللغوي فقط في مائتين وأربع وستين ورقة.