من أنت؟ فقال: أنا عبد الله صبيغ. فقال: وأنا عبد الله عمر. فضربه حتى أدماه، ثم تركه حتى شفي، ثم ضربه حتى أدماه، ثم تركه حتى شفي، ثم ضربه حتى أدماه، ثم تركه حتى شفي، ثم أُحضر فقال صبيغ: يا أمير المؤمنين إن كنت تريد قتلي، فاقتلني قتلا جميلا، وإن كنت تريد أن تداويني، فقد والله برئتُ. فأرسله عمر إلى البصرة، وأمر واليها أبا موسى الأشعري بمنع الناس من مجالسته، فاشتد ذلك على الرجل، فأرسل أبو موسى إلى عمر أن الرجل حسنت توبته، فكتب عمر أن يأذن للناس بمجالسته، فلما خرجت الحرورية قيل لصبيغ: إنه قد خرج قوم يقولون كذا وكذا، وقد مات عمر. فقال: هيهات قد نفعني الله بموعظة العبد الصالح يعني عمر (١).
و (أَخْرَجَ عَبْد بْن حُمَيْدٍ مِنْ طَرِيق عَلِيّ بْن زَيْد، عَنْ أَبِي الضُّحَى، أَنَّ نَافعَ بْنَ الْأَزْرَق، وَعَطِيَّةَ أَتَيَا اِبْنَ عَبَّاسٍ فَقَالَا: يَا اِبْنَ عَبَّاس، أَخْبِرْنَا عَنْ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى ﴿هَذَا يَوْمُ لَا يَنطِقُونَ﴾ [المرسلات: ٣٥] وَقَوْله: (ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ (
[الزمر: ٣١] وَقَوْلهِ: ﴿وَاَللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ﴾ [الانعام: ٢٣] وَقَوْلهِ:
﴿وَلَا يَكْتُمُونَ اللَّه َحَدِيثًا﴾ [النساء: ٤٢]. قَالَ: وَيْحَكَ يَا ابْنَ الْأَزْرَقِ، إِنَّهُ يَوْمٌ طَوِيلٌ وَفِيهِ مَوَاقِفُ، تَأْتِي عَلَيْهِمْ سَاعَةُ لَا
_________
(١) أخرجه مالك في الموطأ (٢/٤٥٥) تحقيق فؤاد عبد الباقي، مصر، دار إحياء التراث، ومعمر بن راشد في جامعه (١١/٤٢٦) تحقيق حبيب االأعظمي، بيروت، المكتب الإسلامي، الطبعة الثانية، ١٤٠٣، والدارمي في سننه (١/٦٦) تحقيق زمرلي، بيروت، دار الكتاب العربي، الطبعة الأولى، ١٤٠٧، وإسناد القصة صحيح والقصة مشهورة، وانظر: الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي (٢/١٥٢) دار الفكر، بيروت، ١٤١٤، فقد جمع أطراف القصة ورواياتها.