أهل القدر، الذين احتجوا ببعض الآيات على مذهبهم (١)، وخصص الإمام أحمد القسم الأول من كتابه "الرد على الزنادقة والجهمية " (٢) في الرد على من زعم أن القرآن متناقض، وأسماه باب بيان ما ضلت فيه الزنادقة من متشابه القرآن وذكر فيه اثنتين وعشرين مسألة.
وكذلك أبو الحسين محمد بن أحمد الملطي (٣) المتوفى سنة ٣٧٧هـ صنف كتابه " التنبيه والرد على أهل الأهواء والبدع " أفرد فيه بابا لمتشابه القرآن، وما يتوهم أنه من الاختلاف والتناقض، نقل فيه ما أخذه هو من الثقات عن مقاتل بن سليمان (٤).
_________
(١) في كتاب"الجامع في باب: النهي عن القول في القدر"، وباب: ما جاء في أهل القدر.
(٢) طبعته المطبعة السلفية في القاهرة سنة ١٣٩٣ بتحقيق محمد حسن راشد، وعدد صفحاته ثلاث وأربعون صفحة.
(٣) (محمد بن أحمد بن عبد الرحمن أبو الحسين الملطي المقرئ الفقيه الشافعي نزيل عسقلان، قال الداني: أخذ القراءة عرضا عن أبي بكر بن مجاهد وأبي بكر ابن الأنباري وجماعة، مشهور بالثقة والإتقان، وسمعت إسماعيل بن رجاء يقول: كان أبو الحسين كثير العلم كثير التصنيف في الفقه جيد الشعر، قلت: له قصيدة في وصف القراءة كالخاقانية أولها:
أقول لأهل اللب والفضل والحجر مقال مريد للثواب وللأجر
وقد حدث عن عدي بن عبد الباقي وخيثمة الأطرابلسي وأحمد بن مسعود الوزان، وروى عنه إسماعيل بن رجاء وعمر بن أحمد الواسطي وداود بن مصحح وعبيد الله بن سلمة المكتب وقرأ عليه الحسن بن ملاعب الحلبي. [معرفة القراء الكبار، للإمام الذهبي (١/٣٤٣)، مؤسسة الرسالة، بيروت، الطبعة الأولى، ١٤٠٤هـ].
(٤) انظر: رسالة"موهم الاختلاف والتناقض في القرآن"ص: ١٧.


الصفحة التالية
Icon