القرآن " (١) لثعلب (٢)، وهذا الاتجاه يجيب عن كل إشكال لغوي ونحوي، وهو في حقيقته دفاع عن قوله تعالى: ﴿إنا أنزلناه قرآنا عربيا... ﴾ [يوسف: ٢]، ولعل أول الطعون اللغوية ما اشتهر باسم مسائل ابن الأزرق (٣) مع ابن عباس:
عن حميد الأعرج، وعبد الله بن أبي بكر بن محمد، عن أبيه قال بينا عبد الله بن عباس (جالس بفناء الكعبة، قد اكتنفه الناس يسألونه عن تفسير القرآن فقال نافع بن الأزرق لنجدة بن عويمر: قم بنا إلى هذا الذي يجترئ على تفسير القرآن بما لا علم له به. فقاما إليه فقالا: إنا نريد أن نسألك عن أشياء من كتاب الله، فتفسرها لنا، وتأتينا بمصادقة من كلام العرب؛ فإن الله تعالى إنما أنزل القرآن بلسان عربي مبين فقال ابن عباس: سلاني عما بدا لكما.
_________
(١) ذكره القزويني في التدوين في أخبار قزوين (٢/١٥٢)، تحقيق عزيز الله العطاردي، دار الكتب العلمية، بيروت، ١٩٨٧.
(٢) وثعلب هو: أبو العباس ثعلب أحمد بن يحيي بن يزيد الشيباني، مولاهم العبسي البغدادي، علامة الأدب، شيخ اللغة والعربية، حدث عن غير واحد، وعنه واحد منهم الأخفش الصغير، وسمع من القواريري مائة ألف حديث فهو من المكثرين، وسيرته في الدين والصلاح مشهورة، صنف التصانيف المفيدة، منها كتاب الفصيح وهو صغير الحجم كبير الفائدة، وكتاب القراءات، وكتاب إعراب القرآن وغير ذلك، توفي سنة تسع وثلاثين ومائة. انظر: شذرات الذهب (١/٢٠٧).
(٣) هو: نافع بن الأزرق الذى ينتسب إليه الأزارقة أحد زعماء الخوارج، قتل في جمادى الآخرة سنة ٦٥هـ بالبصرة، الكامل في التاريخ، بتحقيق عبد الله القاضي، (٤ / ١٥)، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الثانية، ١٩٩٥م.