من قولهم : من سنًّ سُنَّةَ خيرٍ كان له أجرها وأجر من يعمل بها إلى يوم القيامة، ومن سنَّ سنَّة سيئة كان عليه وزرها ووزر من يعمل بها إلي يوم القيامة. ونصب ﴿ أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ ﴾ ؛ لأنه خبر كان، وأما نصب قوله :﴿ مُصَدِّقًا ﴾ فلأنه حال من الهاء المحذوفة ؛ كأنه قال : وآمنوا بما أنزلته مصدقاً لما معكم، ويصلح أن ينتصب بـ :﴿ آمَنُوا ﴾، كأنه قال : آمنوا بالقرآن مصدقاً، ومعكم ظرف، والعامل فيه الاستقرار، كأنه قال : وآمنوا بما أنزلت مصدقاً للذي استقر معكم، وهذا الاستقرار مع الظرف الذي يتعلق به من صلة الذي.
قوله تعالى :﴿ وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ ﴾ [البقرة : ٤٥].
استعينوا : اسْتَفْعِلُوا، من العون، وأصله : استعونوا، فاستُثقلت الكسرة على الواو، فنقُلت إلى العين فانقلبت ياء لانكسار ما قبلها ؛ لأنه ليس في كلام العرب واو ساكنة قبلها كسرة.
والصبر : نقيض الجزع. وأصل الصلاة عند أكثر أهل اللغة الدعاء.
من [ذلك] قول الأعشى.
عليكِ مثْلُ الذي صلَّليتِ فاغتمضي يوماً فإنَّ لجنْبِ المرءِ مُضطجعا
أي : دعوت. ومثله :
وقابلها الرَّيحُ في دنّها وصلى على دنهت وارتسمْ
أي : دَعَا.


الصفحة التالية
Icon