والنحويون لا يجيزون هذا ؛ لأنه لا يجوز عطف الظاهر على المضمر المجرور إلا بإعادة الجار.
قال سيبويه : لأنه لا ينفصل فصار كبعض الحرف، ومثله بعضهم بالتنوين، وذلك أنه يعاقبه، ويحذف في الموضع الذي فيه التنوين، وذلك قولك : ياغلام، تحذف الياء تخفيفاً كما تحذف التنوين من قولك : يا زيد.
وقال المازني : المعطوف والمعطوف عليه شريكان، لا يجوز في أحدهما ما لا يجوز في الآخرة، فكما لا تقول : مررت بزيدوك، كذلك لا تقول : مررت بك وزيٍذ، فإن احتج محتج بقول الشاعر :
فاليوم قربت تهجونا وتشتمنا فاذهب فما بك والأيام من عجب
وبقول الآخر :
تعلق في مثل السواري سيوفنا وما بينها والكعب غوط نفانف
قيل : هذا من ضرورات الشعر ولا يحمل القرآن عليه.
وقد احتج له بعضهم بأنه على إضمار الباء ؛ لتقدم ذكرها في قوله :﴿ بِهِ ﴾،
واستشهد بقول الشاعر :
أكل امرئٍ تحسبين امرءاً ونارٍ توقد في الليل نارا
أراد : وكل نارٍ، فحذف (كلَّ) لدلالة ما في صدر البيت.


الصفحة التالية
Icon