وأجود هذه القراءات : الرفع ؛ لأن الوصف على ﴿ غَيْرُ ﴾ أغلب من الاستثناء.
وقد زعم بعضهم أن النصب على معنى الاستثناء أجود ؛ لتظاهر الأخبار بأنه نزل لما سأل ابن أم مكتوم رسول الله - ﷺ - عن حاله في الجهاد وهو ضرير فنزل :﴿ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ ﴾. وهذا ليس بشيئ ؛ لأن ﴿ غَيْرُ ﴾ وإن كانت صفة فهي تدل معنى الاستثناء لأنها في كلتا الحالتين قد خصصت القاعدين عن الجهاد بانتقال الضرر.
قوله تعالى :﴿ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا ﴾ [النساء : ١٢٥].
اختلف في الحنيف : هو المستقيم، وإنما قيل لأعوج الرجل حنيف تفاؤلاً، يقال : حنف في الطريق إذا استقام عليه، فكل من سلك طريق الاستقامة فهو حنيف.
ويسأل : ما في اتباع إبراهيم من الحسن، دون اتباع ملة موسى وعيسى وغيرهما من النبيين ؟
والجواب : أن إبراهيم - عليه السلام - قد رضى به جميع الأمم، وكلن يدعو إلى الحنيفية لا اليهيودية ولا النصرانية ولا الوثنية، فهو محق في دعائه إليها، وكل من استجاب له بإذن الله فيها فقدمع من المعاني المرغبة ما ليس لغيره.
واختلف في معنى الخليل :
فقيل : هو المصطفى بالمودة المختص بها.
وقيل : هو من الخلة وهي الحاجة، فخليل الله على هذا المحتاج قال زهير :