أنه ما دخلها أحد منهم، وقيل إن يوشع بن نون وكالب بن يوقنا دخلاها.
وجاء عن الربيع أن مقدار التيه كان مقدار ستة فراسخ، وقال مجاهد : كانوا يصبحون حيث أمسوا، ويمسون حيث أصبحوا، وروي عن ابن عباس أن موسى - عليه السلام - مات في التيه بخلاف عنه. وكان الحسن يقول لم يمت فيه. وكذا في دخول مدينة الجبارين خلاف عنه وعن ابن عباس أيضاً.
قوله تعالى :﴿ وَإِذَا جَاءُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَقَدْ دَخَلُوا بِالْكُفْرِ وَهُمْ قَدْ خَرَجُوا بِهِ ﴾ [المائدة : ٦١].
يسأل عن معنى :﴿ وَقَدْ دَخَلُوا بِالْكُفْرِ وَهُمْ قَدْ خَرَجُوا بِهِ ﴾ ؟
وفيه جوابان :
أحدهما : أنهم دخلوا به على النبي - ﷺ - وخرجوا به إلى أحوالٍ أخر، كقولك : هو يتقلب في الكفر ويتصرف فيه.
والثاني :[أنهم دخلوا به في أحوالهم، وخرجوا به إلى أحوال أخر].
و(قد) تدخل في الكلام على وجهين :
إذا كانت في الماضي قرينة من الحال، وإذا كانت مع المستقبل دلت على التقليل.
وموضع (الباء) من قوله :﴿ وَقَدْ دَخَلُوا بِالْكُفْرِ وَهُمْ قَدْ خَرَجُوا بِهِ ﴾ نصب على الحال ؛ لأن المعنى : دخلوا كافرين وخرجوا كافرين ؛ لأنه لا يريد أنهم دخلوا يحملون شيئأ، وهو كقولك : خرج بثيابه، خرج لابساً ثيابه، ومثله قول الشاعر :


الصفحة التالية
Icon