قال الخليل وسيبويه : أصله (شَيئانُ) على وزن (طَرفَاء)، ثم قدمت الهمزة التي هي لام الفعل إلى موضع الفاء وأسكنت الشين، فقيل (أشياء) والهمزة في آخره للتأنيث فلم ينصرف لذلك. وقال الأخفش والفراء : أصله (أشيِئَاء) على وزن (أَفْعِلاء)، ثم خفف وشبهاه بـ :(هين وأهوناء) و(صديق وأصدقاء)، واختلفا في الواحد :
فجعله أحدهما كهين وجعله الآخر كصديق.
قال المازني : قلت للأخفش كيف تصغر (أشياء) ؟، فقال : أُشَيئِاءُ، فقلت خالفت أصلك، وإنما يجب أن تصغر الواحد ثم تجمعه بالألف والتاء، فانقطع.
وقال الكسائي : هو (أًفْعَال) إلا أنه لم ينصرف ؛ لأنهم شبهوه بحمراء ؛ لأنهم يقولون : أشياوات كما يقولون حمراوات، فألزمه الزجاج أن لا ينصرف (أبناء) و(أسماء) ؛ لأنهم يقولون : أبناوات وأسماوات. وقال أبو حاتم هو أفعال كبيت وأبيات إلا أنه شذ فجاء غير مصروف. وقال محمد بن الحسن الزبيدي : توهمت العرب أن همزته للتأنيث فلم تصرفه.
قوله تعالى :﴿ إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ قَالَ اتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾ [المائدة : ١١٢].
يسأل كيف معنى هذا السؤال ؟
والجواب : أن فيه ثلاثة أقوال :