جعل (أًنتَ) مبتدأ و(الرَّقيبُ) الخبر والجملة خبر (كان)، ومثله قوله قيس بن ذريح :
تبكي على لبني وأنت تركتها وكنت عليها بالملا أنت أقدر
فإن تكن الدنيا بلبنى تغيرت فللدهر والدنيا بطون وأظهر
ولا يدخل الفصل إلا بين معرفتين، أو بين معرفة ونكرة تقارب المعرفة، نحو : كنت أنت القائم، وكنت أنت خيراً منه.
﴿ من سورة الأنعام ﴾
قوله تعالى :﴿ وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الْأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ ﴾ [الأنهام : ٣].
يسأل عن العامل في الظرف من وقوله :﴿ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الْأَرْضِ ﴾ ؟.
وفي هذا جوابان :
أحدهمت : أن (في) متعلقة بما دل عليه اسم الله - عز وجل - ؛ لأنه وقع موقع (المدبر) كأنه قال : وهو المدبر في السموات وفي الأرض.
والجواب الثاني : أن تكون ﴿ فِي ﴾ متعلقة بمحذوف، كأنه قال : وهو الله مدبر في السموات وفي الأرض.
وقوله :﴿ فِي الْأَرْضِ ﴾ معطوف على ﴿ فِي السَّمَاوَاتِ ﴾.
ويجوز فيه وجه آخر وهو أن يكون المعنى : وهو الله ملكه في السموات، وفي الأرض يعلم سركم وجهركم، أي : ويعلم سركم وجهركم في الأرض، ولا يجوز أن يتعلق بالاستقرار ؛ لأن ذلك يؤدي إلى احتواء الأمكنة عليه والله تعالى لا تحتويه الأمكنة ولا الأزمنة.


الصفحة التالية
Icon