والجواب : أنهم كعب بن مالك وهلال بن أمية ومرار بن ربيعة، وقال ابن عباس ومجاهد وقتادة وجابر : هؤلاء الثلاثة من الأنصار.
ويسأل عن قوله :﴿ خُلِّفُوا ﴾ عن ماذا خلفوا ؟ والجواب : أن مجاهداً قال : خلفوا عن التوبة، وقال قتادة : خلفوا عن غزوة تبوك. والظن هاهنا بمعنى اليقين، ومثله قول دريد بن الصمة :
قلت لهم ظنوا بألفي مدجج سراتهم في الفارسي المسرد
﴿ ومن سورة يونس ﴾
قوله تعالى :﴿ وَالَّذِينَ كَسَبُوا السَّيِّئَاتِ جَزَاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا ﴾ [يونس : ٢٧].
الكسب : اجتلاب النفع، والجزاء المكافأة، والسيئة : نقيض الحسنة.
ويسأل عن ارتفاع ﴿ جَزَاءُ ﴾ ؟
وفيه وجهان :
أحدهما : أن يكون مبتدأ والخبر ﴿ بِمِثْلِهَا ﴾ على زيادة الباء، وهذا قول أبي الحسن ؛ لأنه وجد في مكان آخر ﴿ وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا ﴾ [الشورى : ٤٠]، ويجوز أن تكون الباء متعلقة بخبر محذوف تقديره : وجزاء سيئة كائن بمثلها، ثم حذفت كما تقول : إنما أنا وأمري بيدك وما أشبه ذلك.
والثاني : أن يكون فاعلاً بإضمار فعل تقديره : استقر لهم جزاء سيئة بمثلها ثم حذفت (استقر) فبقي (لهم جزاء سيئة بمثلها) ثم حذفت (لهم) لدلالة الكلام على أن