﴿ ومن سورة هود - عليه السلام - ﴾
قوله تعالى :﴿ قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ قَالَ لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ ﴾ [هود : ٤٣]
معنى آوي : أنضم، والعصمة : المنع.
ومما يسأل عنه أن يقال : لم دعاه إلى الركوب معه وقد نهى أن يركب معه كافر ؟
والجواب : أن الحسن قال : كان منافقاً يظاهر بالإيمان، وقال غيره : دعاه على شريطة الإيمان.
ويسأل عن قوله تعالى :﴿ إِلَّا مَنْ رَحِمَ ﴾ ؟ وفيه ثلاثة أجوبة :
أحدها : أن يكون استثناء منقطعاً، كأنه قال : لكن من رحم معصوم.
والثاني : أن يكون المعنى : لا عاصم إلا من رحمنا، كأنه في التقدير : لا عاصم إلا الله.
والثال : أن يكون المعنى : لا عاصم إلا رحمة الله فنجاه، وهو نوح - عليه السلام -.
وقيل (عاصم) هاهنا بمعنى معصوم، والتقدير على هذا : لا معصوم من أمر الله إلا من رحمه الله، و(فاعل) قد يأتي في معنى (مفعول)، وعلى هذا قوله تعالى :﴿ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ ﴾، وقال الحطيئة :
دع المكارم لا ترحل لبغيتها واقعد فإنك أنت الطاعم الكاسي
و(عاصم) مع (لا) بمنزلة اسم واحد مبني على الفتح لتضمنه معنى (من) ؛ لأن هذا جواب (هل من عاصم) وحق الجواب أن يكون وفق السؤال، فكان يجب أن يكون (لا