والثاني : أنه لما كثر منه ذلك أقام المصدر مقام اسم الفاعل، كما قالت الخنساء :
ترتع ما رتعت حتى إذا ذكرت فإنما هي إقبال وإدبار
ومن كلام العرب : إنما أنت أكلٌ وشرب.
وقد روي عن ابن عباس ومجاهد وإبراهيم أن المعنى : إن سؤالك هذا عمل غير صالح، فعلى هذا الوجه لا يكون في الكلام حذف.
قوله تعالى :﴿ وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴾ [هود : ٤٤].
يقال : أقلع السحاب إذا ارتفع، وغاض الماء إذا غاب الأرض، والجودي : جبل بناجية آمد.
قال أمية :
سبحانه ثم سبحاناً يعود له وقبلنا سبح الجودي والجمد
ومعنى ﴿ قُضِيَ الْأَمْرُ ﴾ وقع إهلاك قوم نوح.
ونصب ﴿ بُعْدًا ﴾ على المصدر وفيه معنى الدعاء، ويجوز أن يكون من قول الله تعالى، ويجوز أن يكون من وقل المؤمنين.
وقد جمعت هذه الآية من عجيب البلاغة أشياءً :


الصفحة التالية
Icon