وقال أحمد بن سالم : المعنى في أهل النار خالدين فيها ما دامت سموات أهل النار وأرضهم، وكذلك في أهل الجنة مادامت سمواتهم وأرضهم، قال : وسماء الجنة العرش والكرسي. وقد أشبعتُ القول على هاتين الآيتين في كتاب (مُتخيًّر الفريد).
وقرأ الكسائي وحمزة وحفص عم عاصم ﴿ وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا ﴾ [هود : ١٠٨] بضم السين، وقرأ الباقون ﴿ سَعِدُوا ﴾ بفتحها، وفي ضم السين بعد، ومجازة : أنه استعمل على حذف الزيادة وعلى هذا قالوا :(مسعُود) وإنما هو من أسعده الله، وقالوا (محبوب) وحقه أن يقال :(مُحَبُّ).
قال عنترة :
ولقد نزلت فلا تظني غيره مني بمنزلة المحب المكرم
وهذا وإن كان الأصل فمحبوب أكثر من الاستعمال، وزعم بعضهم : أن (سعد) يتعدى ولذلك بناه لما يسم فاعله ؛ لأن اللازم لا يجوز رده إلى ما لم يسم فاعله.
قوله تعالى :﴿ وَإِنَّ كُلًّا لَمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ رَبُّكَ أَعْمَالَهُمْ ﴾ [هود : ١١١].
قرأ ابن كثير ونافه ﴿ وَإِنْ كُلًّا ﴾ بالتخفيف على أنهما أعملا (أنْ) مخففة كعملها مثقلة، وقرأ ابن عامر بتشديد ﴿ وَإِنَّ ﴾ على الأصل، وكذلك إلا أنهما خففا الميم، وقرأ عاصم في رواية أبي بكر بتخفيف (إنْ) وتشديد الميم.
وهذه اللام لام القسم دخلت على (ما) التي للتوكيد، زقيل : هي لام الابتداء