قوله تعالى :﴿ وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ ﴾ [يوسف : ٢٤].
الهَمُّ : مقاربة الشيء من غير دخول فيه.
واختلف في معناه هاهنا.
فقال بعضهم : هممت المرآة بالعزيمة على ذلك، وهمَّ يوسف لشدة المحبة من جهة الشهوة، وهو قول الحسن.
وقال غيره : همَّا بالشهوة.
وقال بعض المفسرين : هَّمت به أي عزمت، وهم بها أي : بضربها.

فصل :


ومما يسأل عنه أن يقال : ما البرهان الذي رآه ؟
والجواب : أن ابن عباس والحسن وسعيد بن جبير ومجاهداً قالوا : رأى صورة يعقوب - عليه السلام - عاضاً على أنامله.
وقال قتادة : نودي يا يوسف، أنت مكتوب في الأنبياء وتعمل عمل السفهاء، وروي عن ابن عباس أنه قال : رأى ملكاً.
قوله تعالى :﴿ قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِي وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكَاذِبِينَ ﴾ [يوسف : ٢٦].
المراودة والإرادة من أصل واحد. واختلف في الشاهد :
فقيل : كان صبياً في المهد، وهو قول ابن عباس، وأبي هريرة وسعيد بن جبير، وهو أحد من تكلم في المهد.


الصفحة التالية
Icon