وقال الحسن : لم يكونوا أنبياء في ذلك الوقت، وإنما أعطوا النبوة بعد ذلك.
قوله تعالى :﴿ وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا ﴾ [يوسف : ٨٢].
العير : جماعة القافلة إذا كان فيها حمير، وقيل : إن قافلة الإبل سميت عيراً على التشبيه بذلك، والعير - بفتح العين - الحمار.
والقريه هاهنا مِصْرٌ، وهو قول ابن عباس والحسن وقتادة.
وكان الأصل : واسأل أهل القرية وأهل العير، ثم حذف المضاف وأقام المضاف إليه مقامه للإيجاز ؛ لأن المعنى مفهوم.
وقيل : ليس في الكلام حذف ؛ لأن يعقوب - عليه السلام - نبي يجوز أن تخرق له العادة وتكلمه القرية والعير.
قوله تعالى :﴿ قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي ﴾ [يوسف : ٩٨].
الاستغفار : طلب المغفرة.
ومما يسأل عنه أن يقال : لم أخر يعقوب - عليه السلام - الدعاء لولده مع محبته إصلاح حالهم ؟
وعن هذا أجوبة :
أحدها : أنه أخرهم إلى السحر ؛ لأنه أقرب إلى الإجابة، وهو قول ابن مسعود وإبراهيم التميمي وابن جريح وعمرو بن قيس.
وقيل : أخرهم إلى يوم الجمعة، وهو قول ابن عباس رواه عن النبي - ﷺ -.
وقيل : سألوه أن يستغفر لهم دائماً، فلذلك قال :﴿ سَوْفَ ﴾.
وقيل : أخر ذلك لحنكته واجتماع رأية ؛ لينبههم على عظيم ما فعلوه، ويردعهم، ألا ترى أن يوسف لحداثة سنه كيف لم يؤخر بل قال اليوم يغفر الله لكم.


الصفحة التالية
Icon