ويسأل عن وقوله تعالى :﴿ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ ﴾ ؟
والجواب : أنه استعارة، والعرب يقول : اركب هذا الفرس وذقه، أي : أختبره، وكذا يقولن : ذق هذا الأمر، قال الشماخ :
فذاق فأعطته من اللين جانباً كفى ولها أن يغرق السهم حاجز
يصف قوساً. وقال آخر :
وإن الله ذاق حلوم قيس فلما رآى خفتها قلاها
قوله تعالى :﴿ وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ ﴾ [النحل : ١١٦].
نصب ﴿ الْكَذِبَ ﴾ بـ :﴿ تَصِفُ ﴾، و ﴿ مَا ﴾ مصدرية.
وقرئ في الشاذ ﴿ لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكُذُِبُ ﴾، جمع كذوب، وهو وصف للألسنة. وقرئ أيضاً ﴿ الْكَذِبِ ﴾ بالجر على أنه بدل من ﴿ مَا ﴾.
والألسنة : جمع لسان على مذهب من يذكر، ومن أنث قال في جمعه (ألسن). قال العجاج :
وتلحج الألسن فينا ملحجاً
وهذه الآية نزلت في تحريمهم البحيرة والسائبة والوصيلة والحامي.


الصفحة التالية
Icon