والثاني : أن الحال لا يكون من نكرة في غالب الأمر.
ولكن يجوز أن يكون ﴿ تَخْرُج ﴾ وصفاً لـ ﴿ كَلِمَةً ﴾ على مذهب من رفع كلمة.
قوله تعالى :﴿ أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا ﴾ [الكهف : ٩]
الكهف : الغار، والرقيم : قيل : هو لوح أو حجر أو صحيفة كتب فيه اسماء أصحاب الكهف وخبرهم حين أووا إلى الكهف ؛ لأنه من عجائب الأمور، وجعل في خزائن الملوك، وقيل : جعل على باب كهفهم، ورقيم على هذا بمعنى مرقوم، مثل : جريح ومجروح وصريع ومصروع، يقال : رقمت الكتاب أرقمه، وفي القرآن :﴿ كِتَابٌ مَرْقُومٌ ﴾ [المطففين : ٩]، ومن هذا قيل : في الثوب رقمٌ، وقيل للحية : أرقمٌ، لما فيه من الخطوط، وهذا الذي ذكرناه من أنه كتاب كتب فيه حديثهم قول مجاهد وسعيد بن جبير، وفي بعض الروايات عن ابن عباس : أنه الوادي الذي كانوا فيه، وروي مثل ذلك عن الضحاك، وقيل : الرقيم الجبل الذي كانوا فيه، وهو قول الحسن، وقيل : الرقيم اسم كلبهم، وجاء في التفسير عن الحسن : أنهم قوم هربوا بدينهم من قومهم إلى كهف و كان من حديثهم ما قصه الله تعالى في كتابه.
وقيل في قوله :﴿ أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا ﴾، أن معناه : أكانوا أعجب من خلق السموات والأرض وما فيهن ؟.
و ﴿ أَمْ ﴾ هاهنا بمعنى : بل أحسبت، وفيها معنى التعجب.