وهذا كله على قراءة حمزة والكسائي، فأما الباقون فإنهم نونوا ﴿ ثَلَاثَ مِائَةٍ ﴾.
وفي نصب ﴿ سِنِينَ ﴾ قولان :
أحدهما : أنه بدل من ثلاثمائة.
والثاني : أنه تمييز، كما تقول : عندي عشرة أرطال زيتا، قال الربيع بن ضبع الفزاري :
إذا عاش الفتى مئتين عاما فقد ذهب المسرة والفتاء
وزعم بعضهم : أنه على التقديم والتأخير، تقديره : ولبثوا في كهفهم ثلاثمائة وازدادوا تسع سنين.
قوله تعالى :﴿ لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي ﴾ [الكهف : ٣٨]
الأصل : لكن أنا هو الله ربي، فألقيت حركة الهمزة على النون فصار :(لكننا) فأسكنت النون الأولى كراهة لاجتماع المثلين، ثم أدغمت في الثانية فصار : لكنا هو الله ربي ؛ ويجوز فيها خمسة أوجه :
أحدها : لكن هو الله ربي ؛ لأن ألف (أنا) محذوف في الوصل، قال الشاعر :
وترمينني بالطرف أي أنت مذنب وتقلينني لكن إياك لا أقلي
والثاني : لكنا هو الله ربي، وهذان الوجهان قرئ بهما.


الصفحة التالية
Icon