طور سناء : جبل الشام، وهو الذي نودي موسى - عليه السلام -، وقال ابن عباس ومجاهد : معناه جبل البركة، وقال الضحاك وقتادة : معناه الحسن، وقال ابن الرماني : يجوز أن يكون رفيعاً من (السناء)، وفي هذا القول نظر ؛ لأنه جعله (فيغالاً)، نحو : ديماس، وهذا الوزن منصرف، وسيناء غير منصرف، إلا أن للمحتج له أن يقول : جعل اسما للبقعة وهو معرفة ؛ فلم ينصرف لذلك، ولا يجوز أن تكون همزته للتأنيث ؛ لأن همزة التأنيث لا تدخل فيما كان على هذه البنية : مما لأوله مكسور، وإنما يكون هذا البناء ملحقاً نحو : علباء وزيزاء وما أشبه ذلك، ولا يوجد في الكلام مثل : حمراء بكسر الحاء، وهذا على قراءة نافع وأبي عمرو وابن كثير ؛ لأنهم قرؤوا بكسر السين، وقرأ الباقون بفتح السين، فعلى هذا يجوز أن تكون همزته للتأنيث فيكون (سيناء) مثل (بيضاء)، وفيه لغة أخرى وهي : طور سنين، وجاء القرآن باللغتين.
والأطوار : جبال بالشام طور سيناء وطور زيتاء وهما بأرض بيت المقدس.
وقرأ أبو عمرو وابن كثير ﴿ تَنْبُتُ ﴾ بضم التاء، وقرأ الباقون بفتحها.
واختلف في هذه (الباء) :
فقال قوم : يقال (نبت) و(أنبت) بمعنى، وأنشد الأصمعي لزهير :
رأيت ذوي الحاجات حول بيوتهمقطيناً بها حتى إذا أنبت البقل
فالباء على هذا لتعدي الفعل.
وقيل : الباء زائدة، والمعنى : تنبت الدهن كما قال الشاعر :