اختلف في ﴿ اسْتَكَانُوا ﴾ :
فقيل : هو (استفعل) من الكون، والمعنى : ما طلبوا الكون على صفة الخضوع.
وقيل : هو من (السكون)، إلا أن الفتحة أشبعت فنشأت منها ألف، فصار (استكانوا)، وهو على هذا القول (افتعلوا)، أي : استكنوا، قال الشاعر في إشباع الفتحة :
فأنت من الغوائل حين ترمى ومن ذم الرجال بمنتزاح
أي : بمنتزح، وقال عنترة :
ينباع من ذفرى غضوب جسرة زيافة مثل الفنيق المكرم
يريد : ينبع، فأشبع الفتحة على ما قدمنا.
قوله تعالى :﴿ حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ ﴾ [المؤمنون : ٩٩].
يسأل : لم جاز ﴿ ارْجِعُونِ ﴾ بلفظ الجمع ؟
وفيه ثلاثة أجوبة :
أحدها : أنه استغاث أولا بالله تعالى واستعان به، ثم رجع إلى مسألة الملائكة في الرجوع إلى الدنيا هذا القول رواه ابن جريج.
والثاني : أن العظماء يخبرون عن أنفسهم كما تخبر الجماعة، فخوطبوا كما تخاطب الجماعة.
والثالث : أنه جمع الضمير ليدل على التكرار، فكأنه قال : رب ارجعن ارجعن ارجعن، وهذا قول المازني.