قوله تعالى :﴿ اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ﴾ [النور : ٣٥].
النور : الضياء، ونقيضه الظلمة، والمشكاة الكوة في الحائط يوضع عليها زجاجة ثم يكون المصباح خلف تلك الزجاجة، ويكون للكوة باب آخر يوضع المصباح فيه.
ويقال/ زُجاجة وزِجاجة وزَجاجة.
والمصباح :(مفعال) من الصبح، ويقال : مِصْبَحُ كمِفْتَاحٌ ومِفْتَحٌ.
واختلف في معنى قوله تعالى :﴿ اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ﴾ : فقيل : منورهما بالشمس والقمر والنجوم، وهذا قول ابن عباس وأبي العالية والحسن.
وقيل : هادي أهل السموات والأرض، وهذا أيضا يروى عن ابن عباس.
وفي تقدير قوله :﴿ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ﴾ من جهة الإعراب وجهان :
أحدهما : أن يكون على حد المضاف، تقديره : ذو نور السموات والأرض، ثم حذف على حد قوله :﴿ وَلَكِنَّ الْبِرَّ ﴾ [البقرة : ١٧٧]، وقوله :﴿ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ ﴾ [هود : ٤٦].
والثاني : أن يكون مصدراً وضع موضع اسم الفاعل، كما قال تعالى :﴿ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا ﴾ [الملك : ٣٠]، أي : غائرا، وكما قالت الخنساء :
ترتع ما غفلت حتى إذا ادكرت فإنما هي إقبال وإدبار
ويسأل عن الضمير في قوله :﴿ مَثَلُ نُورِهِ ﴾ علان يعود ؟ وفيه أجوبة :
أحدها : أنه يعود على اسم الله - عز وجل -، وهو قول ابن عباس، وفي هذا تقديران :
أحدهما : أن يكون على معنى : مثل نوره الذي جعله في قلب المؤمن كمشكاة صفتها