وقال بعضهم : يراها بعد جهد ومشقة رؤية تخيل لصورتها ؛ لأن حكم (كاد) إذا لم يدخل عليها حرف نفي أن تكون نافية، وإن دخلها حرف نفي دلت على أن الأمر وقع بعد بطء. فالأول كقوله تعالى :﴿ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ ﴾ [النور : ٤٣]، فهذا نفي إلا أنه قارب ذلك، وقال :﴿ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ ﴾ [البقرة : ٧١]، والمعنى فعلوا بعد بطء.
وقيل :(كاد) هاهنا دخلت للنفي كما يدخل الظن بمعنى اليقين، قال الحسن : لم يرها ولم يقارب الرؤية، قال الشاعر :
ما كدت أعرف إلا بعد إنكار
وقال ذو الرمة :
إذا غير النأي المحبين لم يكد على كل حال حب مية يبرح
ويروى : رسيس الهوى من حب مية يبرح.
والظلمات : ظلمة البحر وظلمة السحاب وظلمة الليل، وكذا حال الكافرين ظلمة واعتقادهم ظلمة ومصيرهم إلى ظلمة ؛ وهي نار يوم القيامة.
قوله تعالى :﴿ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ ﴾ [النور : ٤٣].
البرد : حجارة تنعقد من الثلج، والسنا : النور.
قيل : في السماء جبال برد مخلوقة، وقيل : بل المعنى قدر جبال يجعل منها بردا.


الصفحة التالية
Icon