يسأل عن موضع (أن) من قوله :﴿ أَلَّا تَعْلُوا ﴾ ؟
والجواب : أنها تحتمل أن تكون في موضع رفع على البدل من كتاب، كأنه قال : ألقي إلي أن لا تعلوا علي.
ويجوز أن تكون في موضع نصب على تقدير : بأن لا تعلو علي.
قال الزجاج : كان الكتاب (بسم الله الرحمن الرحيم من عبد الله سليمان إلى بلقيس بنت شراحيل : لا تعلوا علي وأتوني مسلمين).
قوله تعالى :﴿ قَالُوا نَحْنُ أُولُو قُوَّةٍ وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ فَانْظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ ﴾ [النمل : ٣٣].
قال الزجاج : يروى أنه كان معها ألف (قيل)، مع كل (قيل) مائة ألف رجل، ولذلك قالوا :
قال : وقيل كان من كل (قيل) ألف رجل، وهذا أشبه.
وجاء أنهم عرضوا عليها القتال بقولهم : نحن أولو قوة، عن ابن زيد.
ومعنى قوله :﴿ أَفْسَدُوهَا ﴾ [النمل : ٣٤] خربوها.
وقوله :﴿ وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً ﴾ [النمل : ٣٤] استبعدوهم، قال ابن عباس : وذلك إذا دخلوا عنوة. وقيل في قوله :﴿ وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ ﴾ [النمل : ٣٤] أنه من قول الله تعالى، وأن كلامها ينقضي عند قوله :﴿ أَذِلَّةٌ ﴾، فقال الله تعالى :﴿ وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ ﴾.
وقيل : هو من كلامها.


الصفحة التالية
Icon