وأجاز الفراء (من قبل ومن بعد) بلا تنوين على نية الإضافة، وأنشد :
إلا علالة أو بداهة سانح نهد الجزاره
ومثله :
يا من يرى عارضاً أسر به بين ذراعي وجبهة الأسد
قال : وسمعت أبا ثروان العكلي يقول : قطع الله الغداة يد ورجل من قاله.
قال المبرد : إنما يحذف هذا وما أشبهه اكتفاء بالثاني من الأول ؛ لأن المعنى مفهوم وليس في (قبل وبعد) ما يدل على المضاف إليه، وفي هذين البيتين ما يدل على الإضافة.
وقيل : المعنى إلا علالة سائح وبداهته، ثم حذف، ومثله قوله تعالى :﴿ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ ﴾ [الأحزاب : ٣٥]، يريد والحافظاتهل فحذف، وأجاز هشام : جئت قبل وبعد، بالنصب على نية الإضافة، وكل هذا ينكره البصريون.
قوله تعالى :﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا ﴾ [الروم : ٢٤].
قيل : خوفاً من المطر في السفر، وطمعاً فيه في الحضر.
وفي قوله :﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا ﴾ ثلاثة أقوال :
أحدها : أنه حذف (أن) والتقدير : ومن آياته أن يريكم، فلما حذف (أن) ارتفع الفعل، قال طرفة :
ألا أيهذا الزاجري أحضر الوغى وأن أشهد اللذات هل أنت مخلدي
يريد : أن أحضر، فحذف ألا تراه أظهرها في قوله :(وأن أشهد).