أمرت قلت :(قِرْنْ) كما قرأت الجماعة، وهذا يدل على ميزان قولك : عدن، ولا يجوز أن يكون من (القرار) لأنه إنما يقال : قر في المكان يقِرُّ بكسر القاف، وقرت عينه تقر، فلو كان من (القرار) لقيل : اقررن، ثم يستثقل تكرير (الراء) فتنتقل حركتها إلى القاف، ثم تحذف إحدى الرائين لالتقاء الساكنين، وتحذف همزة الوصل للاستغناء عنها فيبقى (قرن) كما قرأت الجماعة، فهذان الوجهان يجوزان في قراءة من كسر، وأما الفتح فبعيد إلا أنه قد حكي : قررت في المكان أقر، وهي لغى حكاها الكسائي، فيجوز على هذا أن يكون الأصل (أقررن) ثم فعل باقررن، ثم ألقيت فتحة الراء على القاف، وحذفت لالتقاء الساكنين، وحذفت الهمزة للاستغناء عنها، كما فعل فيما تقدم، وأكثر ما يجيء هذا في (فعلت) نحو : ظَلْتْ ظِلْتُ ومَسْتُ ومِسْتُ وأًحْسَسْتُ وأًحِست، وأنشد أبو زيد :
خلا أن العتاق من المطايا حسين به فهن إليه شوس
إلا أن الفراء حكى : هن ينحطن من الجبل، في معنى : ينحططن.
وقيل في التبرح : التبختر، وقيل : التكسر، وهو قول قتادة، وقيل الظهور.
قوله تعالى :﴿ مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ ﴾ [الأحزاب : ٤٠]
قرأ عاصم ﴿ خَاتَمَ النَّبِيِّينَ ﴾ بفتح التاء وهي قراءة الحسن، وقرأ الباقون بالكسر.
كأن المعنى عنده : هو آخر النبيين، ويروي عن علقمة أنه قرأ ﴿ خِتَامُهُ مِسْكٌ ﴾ [المطففين : ٢٦]، أي : آخره مسك.
قال المبرد :(خاتم) فعل ماض على وزن (فاعل) وهو في معنى : ختم النبيين، فنصب في هذا الوجه على أنه مفعول، وفي حرف عبد الله "وِلَكِنْ نَبِيَّاً خَتَمَ النَّبِيَّينَ"، وقراءة من