أن همزة الوصل دخلت على متحرك (الحمر) وليس لهما نظير إلا إذا سميت رجلاً بالباء من قولك :(اضرب) فإنك تقول هذا (إب) وهو مذهب الخليل، وقال غيره (رب).
ومما يسأل عنه أن يقال : من الذي أمر أن يسألهم ؟ وفيه جوابان :
أحدهما : قال الضحاك وقتادة يعني به : أهل الكتابين.
والثاني : أنه يعني به : الأنبياء - عليهم السلام - حين جمعوا له ليلة الإسراء، وهوقول عبد الرحمن بن زيد.
وفي الكلام على الوجه الأول حذف، والتقدير : وسل أمم من أرسلنا من قبلك، وهو كقوله :﴿ وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ ﴾ [يوسف : ٨٢]، وقيل : سلهم وإن كانوا كفاراً فإن تواتر خبرهم تقوم به الحجة.
والآلهة : جمع إله، مثل : إزار وآزرة، وكان المشركون يعظمون الأصنام تعظيم ملوك بني آدم، وكان ذلك التعظيم كالعبادة لها، والمشركون مع ذلك مقرون أن الله تعالى هو خالقهم ورازقهم، ويدل عليه قوله تعالى :﴿ وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ ﴾ [لقمان : ٢٥].
قوله تعالى :﴿ قُلْ إِنْ كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ ﴾ [الزخرف : ٨١]
في ﴿ إِنْ ﴾ هاهنا وجهان :
أحدهما : أن يكون نفياً، كأنه قال : ما كان للرحمن ولد، ومثله قوله :﴿ وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيمَا إِنْ مَكَّنَّاكُمْ فِيهِ ﴾ [الأحقاف : ٢٦] أي : في الذي ما مكناكم.
والوجه الثاني : أنها شرط، والتقدير : قل إن كان للرحمن ولد على زعمكم فأنا أول العابدين وقيل في العابدين ثلاثة أقوال :