(الآيات) وفيها (اللام) وأنشد قال : أنشدنا الكسائي :
إن الخلافة بعدهم لذميمة وخلائف طرف لما أحقر
وذكر أن أبيا قرأ ﴿ وَفِي خَلْقِكُمْ وَمَا يَبُثُّ مِنْ دَابَّةٍ آيَاتٌ ﴾، وكذلك في الثالثة، وأجاز الكسائي : في الدار لزيد، والبصريون لا يجيزون ذلك.
﴿ ومن سورة الأحقاف ﴾
قوله تعالى :﴿ فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا ﴾ [الأحقاف : ٢٤].
العارض : الدفعة من المطر هاهنا، وأصل العارض : الماء ولا يلبث. ومنه قيل : الدنيا عرض، ولذلك قالوا لخلاف الجوهر ؛ لقلة بقائه، وقيل سمي السحاب عارضاً لأخذه في عرض السماء قال الأعشى :
يا من يرى عارضاً قد بت أرقبه كأنما البرق في حافاته الشعل
والضمير يعود على العذاب، أي فلما رأوا العذاب الذي تقدم ذكره معترضاً مستقبل أوديتهم ظنوه مطراً.
وقوله :﴿ مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ ﴾ نكرة، وإن كان بلفظ المعرفة ؛ لأن الانفصال مقدر فيه، والمعنى : فلما رأوه مستقبلاً أوديتهم، وكذلك ﴿ مُمْطِرُنَا ﴾ إنما معناه : ممطر لنا، واسم الفاعل إذا كان بمعنى الحال والاستقبال كان الانفصال مقدراً فيه، نحو قولك : هذا ضارب زيد غداً، وشاتم عمر الساعة، والمعنى سيضربه وهو يشتمه، وعليه قوله تعالى :﴿ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ﴾ [آل عمران : ١٨٥] وقوله :﴿ هَدْيًا بَالِغَ الْكَعْبَةِ ﴾ [المائدة : ٩٥]، قال جرير :


الصفحة التالية
Icon