نحن بما عندنا وأنت بما عندك راضٍ، والرأي مختلف
والمعنى : نحن بما عندنا راضون، وأنت بما عندك راضٍ، فحذف، وقال الفرزدق.
إني ضمنت لمن أتاني راجياً وأبي، وكان وكنت غير غندور
يريد : وكان أبي غير غندور، فحذف، ولم يقل : وكنا غير غدورين، ومثله :
رماني بأمر كنت منه ووالدي بريئاً ومن أجل الطوى رماني
ولم يقل : بريئين، ومثله :﴿ وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ ﴾ [التوبة : ٦٢] وقوله :﴿ وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً ﴾ [الأنبياء : ٩١] وقد ذكرنا ذلك فيما تقدم.
قال مجاهد : القعيد : الرصد، وقال أيضا : عن اليمين ملك يكتب الحسنات وعن الشمال ملك يكتب السيئات، وهو قول الحسن، وزاد الحسن : حتى إذا مات طويت صحيفة عمله، وقيل له يوم القيامة :﴿ اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا ﴾ [الإسراء : ١٤]، ثم قال : عدل والله من جعله حسيب نفسه.
قوله تعالى :﴿ أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ ﴾ [ق : ٢٤].
جهنم : اسم أعجمي لا ينصرف للتريف والعجمة، وقيل : هو عربي : وأصله من قولهم : بئر جهنام إذا كانت بعيدة القعر، فلم ينصرف في هذا الوجه للتعريف والتأنيث.
ويسأل عن التثنية في قوله :﴿ أَلْقِيَا ﴾ ؟ وفيها خمسة أجوبة :
أحدها : ان العرب تأمر القوم والواحد بما يؤمر به الاثنان ؛ يقولون للرجل الواحد : قوما، واخرجا، ويحكى أن الحجاج قال : يا حرسي اضربا عنقه، يريد : اضرب، قال الفراء : سمعت من العرب من يقول :(ويلك ارحلاها ويلك ارحلاها)، وأنشد قال أنشدني بعضهم :