بعضهم : هو على التمثيل، وأنشد :
امتلأ الحوض وقال قطن
مهلاً رويداً قد ملأت بطني
وكذا قول عنترة :
وشكا إلي بعبرة وتحمحم
والأول هو المذهب ؛ لأنه لا يمتنع أن يخلق الله لها آلة فتتكلم ؛ لأن من أنطق الأيدي والأرجل والجلود قادر على أن ينطق جهنم، وكذا قوله :﴿ قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ ﴾ [فصلت : ١١]، هو قول وليس على طريق التمثيل.
وقيل في هذا الجمع إنه إنما أتى كذلك ؛ لأنه لما أخبر عنها بفعل من يعقل جمعها جمع من يعقل فهذا يؤكده ما قلناه.
وقال الكسائي : المعنى أتينا نحن ومن فينا طائعين. وفيها من يعقل فغلب على ما لا يعقل، وكل حسن جميل.
﴿ ومن سورة الذاريات ﴾
قوله تعالى :﴿ كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ (١٧) وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ﴾ [الذاريات : ١٧-١٨].
يسأل عن نصب ﴿ قَلِيلًا ﴾ ؟ وفيه وجهان :
أحدهما : أنه نعت لمصدر محذوف تقديره ؛ هجوعاً قليلاً من الليل ما يهجعون، فعلى هذا الوجه تكون ﴿ مَا ﴾ زائدة، و ﴿ يَهْجَعُونَ ﴾ خبر ﴿ كَانُوا ﴾، والتقدير : كانوا يهجعون هجوعاً قليلاً.


الصفحة التالية
Icon