من النفر اللاتي الذين إذا هم يهاب اللئام حلقة الباب قعقعوا
فجمع بين (اللاتي) و(الذين) وأحدهما مجزي من الآخر، وأما في الأدوات فقول الشاعر :
ما إن رأيت ولا سمعت به كاليوم طالي أينق جرب
فجمع بين (ما) و(إن) وهما جحدان أحدهما يجري مجرى الآخر.
وأما الوجه الآخر : فإن المعنى لو أفرد بـ :﴿ مَا ﴾ لكان المنطق في نفسه حقاً لا كذباً، ولم يرد به ذلك، وإنما أراد به أنه لحق كما أن الآدمي ناطق، ألا ترى أن قولك : أحق منطقك ؟ معناه : أحق هوأم كذب ؟ وإن قولك ؛ أحق أنك تنطق ؟ معناه ؛ ألك النطق حقاً ؟ والنطق له لا لغيره، وأدخلت ﴿ أن ﴾ ليفرق بين المعنيين، قال : وهذا أعجب الوجهين إلي.
وهو كما قال ؛ لأن الوجه الأول ضعيف، أما البيت الأول فالرواية المشهورة فيه :
من النفر البيض الذين إذا هم يهاب اللئام حلقة الباب قعقعوا
وأما البيت الثاني فلأن (لا) فيه زائدة، والعرب تزيد (إن) مع (ما)، نحو قول النابغة :
فما إن كان من نسب بعيد ولكن أدركوك وهو غضاب
وكذا قول الآخر :
فما إن طبنا جبن ولكن منايانا ودولة آخرينا
وهذا إن شاع في الحروف فإنه في الأسماء، بعيد و(ما) و(أن) اسمان في تأويل المصدر، إلا أنه يجوز أن تكون (ما) حرفاً فيسوغ زيادتها، ولا يسوغ إذا كانت مصدرية ؛ لأنها في حيز الأسماء، ولا يستحسن زيادة الأسماء، وأما الحروف فيستحسن زيادتها لا سيما (ما)