وقد طوفت في الآفاق حتى رضيت من الغنيمة بالإياب
والتدلي : الامتداد إلى جهة الأسفل.
والقاب والقاد والقيد سواء، والمعنى : فكان قدر قوسين أو أدنى.
وقيل إنما مثل بالقوس ؛ لأن مقدارها في الأغلب لا يزيد ولا ينقص.
وقيل : فاستوى جبريل ومحمد - عليهما السلام - بالأفق الأعلى، وقيل : الأفق الأعلى، مطلع الشمس.
واختلف في ﴿ هُوَ ﴾ :
فقيل :﴿ هُوَ ﴾ مبتدأ، وخبره ﴿ بِالْأُفُقِ ﴾، والجملة في موضع نصب على الحال.
والثاني : أنه معطوف على المضمر في ﴿ اسْتَوَى ﴾ أي : استوى هو وهو، وحسن ذلك كراهة أن يتكرر (هو) ؛ لأن الوجه أن لا يعطف على المضمر المرفوع إلا بعد التوكيد، نحو قولك : قمت أنا وزيد، ونحو قوله :﴿ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ ﴾ [البقرة : ٣٥]، إلا أنه حسن هاهنا لما ذكره، وهذا قول الفراء، وأنشد :
ألم تر أن النبع يخلق عوده ولا يستوي والخروع المتقصف
وكان حقه أن يقول : ولا يستوي هو والخروع، إلا أنه لم يقل، وهو في الآية أحسن منه هاهنا، ومثل ذلك قول الشاعر :
قلت إذ أقبلت وزهر تهادى كنعاج الملأ تعسفن رملاً


الصفحة التالية
Icon