نتبعه، إلا أنه حذف اكتفاء بالظاهر الذي هو ﴿ نَتَّبِعُهُ ﴾ ولا يجوز إظهاره، ولا يجوز أن يكون منصوباً بـ :﴿ نَتَّبِعُهُ ﴾ ؛ لأنه عامل في (الهاء)، ولا ينصب أكثر من مفعول واحد، ويجوز في الكلام الرفع، على الابتداء و ﴿ نَتَّبِعُهُ ﴾ الخبر، إلا أن النصب أجود ؛ لأن الاستفهام أولى : لأنه يقتضي الفائدة، والفائدة أصلها أن تكون بالفعل.
قوله تعالى :﴿ إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ ﴾ [القمر : ٤٩].
يسأل عن نصب ﴿ كُلَّ ﴾ ؟
وفيه ثلاثة أجوبة :
أحدها : أنه منصوب بإضمار فعل يدل على ﴿ خَلَقْنَاهُ ﴾ كأنه في التقدير : إنا خلقنا كل شيء خلقنا، ثم حذف على ما تقدم في قوله :﴿ أَبَشَرًا مِنَّا وَاحِدًا ﴾ [القمر : ٢٤] ومثله : زيداً ضربته، إلا أنه مع الاستفهام أجود.
والثاني : أنه جاء على ما هو بالفعل أولى ؛ لأن ﴿ إِنَّا ﴾ يطلب الخبر في ﴿ خَلَقْنَاهُ ﴾ فهو على قياس : أزيداً ضربته، وهذا الوجه في القوة مثل قوله :﴿ أَبَشَرًا مِنَّا ﴾ [القمر : ٢٤]
والثالث : أنه يدل على البدل الذي المعنى يشتمل عليه، كأنه قال : إن كلا خلقناه بقدر، وكان سيبويه يقول : الرفع أجود هاهنا، إلا أن العامة أبوا إلا النصب.
والرفع على الابتداء والخبر والجملة خبر ﴿ إِنَّا ﴾.
﴿ ومن سورة الرحمن ﴾
قوله تعالى :﴿ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ ﴾ [الرحمن : ٥]
يسأل عن معنى :﴿ بِحُسْبَانٍ ﴾ ؟


الصفحة التالية
Icon