﴿ الْحَاقَّةُ ﴾ : اسم من أسماء القيامة ؛ لأنها يحق فيها الجزاء، وكذلك القارعة ؛ لأنها تقرعقلوب العباد.
وثمود وعاد : قبيلتان من الجبلة الأولى، وهي ستة : عاد وثمود وطسم وجديس وأميم وإرم.
والطاغية : قيل معناه : الخصلة الطاغية، وقيل معناها : الطغيان، بمنزلة العاقبة والعافية، قال ابن عباس : القارعة : يوم القيامة، وقال قتادة : الطاغية : الصيحة المتجاوزة في العظم، وقال ابن عباس والضحاك وقتادة وابن زيد : الحاقة : القيامة.

فصل :


ومما يسأل عنه أن يقال : لم كرر لفظها، ولم يضمر لتقدم ذكرها ؟
والجواب : أنها كررت، ولم تضمر للتعظيم والتفخيم لشأنها، ومثله :﴿ الْقَارِعَةُ (١) مَا الْقَارِعَةُ ﴾ [القارعة : ١-٢]، ومثله قوله :﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (١) اللَّهُ الصَّمَدُ ﴾ [الإخلاص : ١-٢].
ويسأل عن موضع ﴿ الْحَاقَّةُ ﴾ من الإعراب ؟ وفيها جوابان :
أحدهما : أن تكون مبتدأة، وقوله :﴿ مَا الْحَاقَّةُ ﴾ خبرها، كأنه قال : الحاقة أي شيء هي.
والثاني : أن تكون خبر مبتدأ محذوف، أي : هذه الحاقة، ثم قيل : أي شيء الحاقة، تفخيماً لشأنها، وتلخيص المعنى : هذه السورة الحاقة.
وقوله :﴿ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحَاقَّةُ ﴾، ﴿ مَا ﴾ في موضع رفع بالابتداء، وهي استفهام، و ﴿ الْحَاقَّةُ ﴾ الخبر، والجملة في موضع نصب على المفعول الثاني لـ ﴿ أَدْرَاكَ ﴾ من قوله :﴿ وَمَا أَدْرَاكَ ﴾.


الصفحة التالية
Icon