قال ابن سيرين وعبد الرحمن بن زيد : اغسلها بالماء، وقيل : لا تلبسها على معصية، وقيل : قصرها ولا تطلها، فإن ذلك يكون سبباً لطهارتها، وقيل :﴿ ثِيَابَكَ فَطَهِّرْ ﴾، أي : لا تغدر فتدنس ثيابك، فإن الغادر دنس الثياب، وقيل :﴿ وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ ﴾ يقول وعملك فأصلح، وهذه الأقوال الثلاثة عن الفراء، وقيل : المعنى : قلبك فطهر، وكنى بالثياب عن القلب واستشهدوا بقول امرئ القيس :
وإن تك قد ساءتك مني خليقة فسلي ثيابي من ثيابك تنسل
أي : قلبي من قلبك.
قوله تعالى :﴿ وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ ﴾ [المدثر : ٦].
قال الفراء : المعنى : لا تعط في الدنيا شيئاً ليصب أكثر منه.
ورفع ﴿ تَسْتَكْثِرُ ﴾ ؛ لأنه في موضع الحال، والمعنى : لا تمنن مستكثراً.
وقرأ عبد الله بن مسعود :﴿ وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ ﴾، فهذا شاهد على الرفع ؛ لأن (أن) إذاحذفت رفع الفعل، ومنه قول طرفة :
ألا أيهذا الزاجري أحضر الوغي وأن أشهد اللذات هل أنت مخلدي
قوله تعالى :﴿ كَلَّا إِنَّهُ كَانَ لِآيَاتِنَا عَنِيدًا (١٦) سَأُرْهِقُهُ صَعُودًا (١٧) إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ (١٨) فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ ﴾ [المدثر : ١٦-٢٠].
﴿ كَلَّا ﴾ زجر وردع، والمعنى : ليرتدع ولينزجر عن هذا، كما أن (صه) بمعنى : اسكت، و(مه) بمعنى : أكفف، وكأنه قيل : لينزجر فإن الأمر ليس على ما توهم.


الصفحة التالية
Icon