القسم ومعها النون، إلا أن بعضهم أجاز حذفها كما حذفت (اللام) وتركت النون، قال الشاعر :
وثتيل مرة أثارن فإنه فرغ وإن أخاكم لم يثأر
يريد : لا ثارن، فحذف اللام.
والقول على قوله :﴿ لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ ﴾ [البلد : ١] كالقول على ﴿ لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ ﴾.
قوله تعالى :﴿ بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ ﴾ [القيامة : ٤].
يسأل عن نصب ﴿ قَادِرِينَ ﴾ ؟
والجواب : أنه نصب على الحال، والعامل فيه أحد شيئين :
إما نجمعها قادرين، وإما على تقدير : بلى نقدر قادرين، إلا أنه لم يظهر (نقدر) استغناءً عنه بـ :﴿ قَادِرِينَ ﴾، وهو كقولك : قاعداً وقد سار الركب، أي : تقعد وقد ساروا.
قوله تعالى :﴿ بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ ﴾ [القيامة : ١٤].
يسأل عن (الهاء) في ﴿ بَصِيرَةٌ ﴾ ؟
وفيها ثلاثة أجوبة :
أحدها : أن المعنى : بل الإنسان على نفسه عين بصيرة.
والثاني : أن المعنى : بل الإنسان على نفسه حجة بصيرة، أي : بينة.
والثالث : أنها للمبالغة، كما نقول : رجل علامة ونسابة.


الصفحة التالية
Icon