فقيل : بمعنى (من) أي : من بناها ومن طحاها ومن سواها.
وقيل : هي مصدرية، وتقديره : والسماء وبنائها، والأرض وطحوها ونفسٍ وتسويتها.
و ﴿ طَحَاهَا ﴾ بسطها، و ﴿ دَسَّاهَا ﴾ : أخفاها، وقيل : هو نقيض ﴿ زَكَّاهَا ﴾ أي : زكاها بالعمل الصالح، ودساها بالعمل الفاسد.
... كما يقال : زكا يزكو.
وقوله :﴿ قَدْ أَفْلَحَ ﴾ جواب القسم، وهو على حذف (اللام)، وتقديره : لقد أفلح، وقيل ﴿ دَسَّاهَا ﴾... فأبدلت السين، كما قيل : تظنى، والفلاح : البقاء والخلود، وقيل : الفلاح : الفوز وقيل : الفلاح : الملك.
قوله تعالى :﴿ فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا (١٣) فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّاهَا (١٤) وَلَا يَخَافُ عُقْبَاهَا ﴾ [الشمس : ١٣-١٥].
نصب ﴿ نَاقَةَ اللَّهِ ﴾ بإضمار فعل، أي : اتركوا ناقة الله وسقياها، أي : احذروا ناقة الله وسقياها، وربما قال بعض النحويين : نصب على التحذير، وأجاز الفراء : الرفع، على أن معنى التحذير باق.